السبت، ٣١ مايو ٢٠٠٨

سهــم الغــدر

بسم الله الرحمن الرحيـم





الحمق أن تتشبـث بها وهـي تلفظك و الجنون أن تتركها خلفك وأنت تعشقها

كلمات يرددها لسانـي ..... و تذرفها دموعــي دماً
وقــفت شامخاً لأعوام كثـيـرة ... رمزا مخلداً لا ينكره أحد
هفوة بسيطة أسقطتنـي عام كامل ...... كثرة به الطعنات في ظهـري
وأرتكز رمح اليأس في عنقــي ... وقيدت الأغلال بأقدامــي
هجم الوهن على شبابي ... وخيـم الحزن على بابي
عام كامل وأنا بين المستنقعات غريقاً .. بعد ما كنت ملكاً مبجلاً
كيف للعزيز أن يذل .... كيف للكريـم أن يطرد
كيف ينفى المخلصون .... زمن عجيـــب و ناس أعجب
يا سادة يا كرام ألــمـي شديد .... وحزنـــي أشد
وطنـــي غريــــق ... وقلـــبي جريــح
دائــي هو غدر أصحابــــي ... و مصيــبتي هو قتل مـليكتــي
و فاجعتي هي حبس أمـــي .... ولا طبيب يداوي ألامــي
كل ما تذكرت زوجتـي المقتولة .... تنازلت عن الدنيا
و استسلمت للموت
الموت الذي يحوم حول رأسي
وكلما سقطت على ركبتي تذكرت دمعة أمـي المثكولة
فينتابنـي شعور الانتقام
أنهض متناسياً جروحـي وآلامي .... أنهض متجهاً نحو شجرة الغدر لأقتلعها
ولكـني وحيد و الأرض أصبحت غيــر الأرض
.
.
دخلت المدينة على حيـن غفلة
خطة محكمة .. و شعب يرفض الظلم
هذا أساس كل انقلاب
في أحد بيوت الـثوار أستعـد للانتقام
تمر الأيام وأنا بين الحطام و نار الحقد تفور من دمــي
كثر الأعوان سراً !!
وحانت ساعة الصفــر
ساعة قتل الظالم
صديــقي الخائن
وزيـــري السابق
الملك الحالي
أحكمة قبضتي على سيف التحرر

بزغ فجر يوم الميلاد
ميلاد أرض العدالة
ثـار الأعوان ... سقطت أبواب القصر
دخل الشرفاء
وأنا أركض ورمح اليأس ينسال تدريجياً من عنقــي
أرى ابتسامة أمـي في مخيلتـي
يا له من فخر
تحرير وطن
و إنقاذ أم
أي فخر يال النــصر
معركة حاميــة في ساحة القصـر
دماء تسيل ... و أصوات الضعفاء تعلوا
دخلت مضجع الملك
فرأيت الغدر بعيــنه
رأيت مالم يره أحد قط
دارت الدنيا برأسي
و أنغمس رمح اليأس مرةً أخرى بعنقــي
فقد كانت خطة إزالتــي بـحياكـة أمـــي
يـال الغـدر ..
جـثوت على ركبتــي
وسقط سيف التحرر من يدي
وغرس الحـرّاس الرماح بصدري
إلا أنها لم تكن أقوى من حرقة قلــبي
أمـي قتلها الثوار مع زوجهـا الجديد
وزيـري السابق
.
.
.
غداً يوم جديد و حاكم جديد ولـكن ليعلم التاريـخ أن لا جرح كجـرحـي

الحمق أن تتشبـث بها وهـي تلفظك و الجنون أن تتركها خلفك وأنت تعشقها


تمت