بسم الله الرحمن الرحيـــم
ملل و خوف و لهفة و رجاء .... لا أعتقد أنها تجتمع بشخص واحد بنفس الوقت سواي
مللت الانتظار هنا جالساً و خائف من مصيـري القادم و متلهف للقاء و رجائي بأن أشفى
يا للشقاء كم تقتلني الأفكار و تسيطر على مخيلتي الشكوك و لا أملك سوى الانتظار
سألت أمـي كم بقي من الوقت لقد سأمت .. قالت هون عليـك أعتقد أنك التالي
قلت لها لا أطيـق الانتظار !
ثم تنهد رجل على يميـني و قال بني لما كل هذه العجلة الوقت كله لك عليك بالصبر
الصبر مفتاح الفرج يا بني
هون عليـك
قلت له و ما هو الفرج و كيف لمن هو مثلي بأن يتحلى بالصبـر
قال الرجل عجباً لك يا صغيـر أنظر إلي أنا أكلمك الآن و لا أراك
فقط أسمع صوتك و مع ذلك فأنا لست بحزيـن و لا متشائم
أنا رجل أعمـي فقدت بصري منذ أكثـر من عشـر سنين
مع ذلك آنا صابر
تخيل أن أولادي كبروا و أنا لا أعرف هيئتهم الآن جل معرفتي بهم هي تلك الوجوه الناعمة الصغيـرة
الناس بهذه الدنيا درجات و الصابرون من أعظمهم درجة
أخبرني يا عم
أتذكر لون السماء
قال زرقاء جميـله
أتذكر شكل الماء
قال شفافٌ منعش
أتعرف اختلاف الألوان
قال نعم تنوعها يضفي نوعاً من الجمال و تناسقها يريح العين
قلت له
يا عم بكيـت أبي و لم أعرف كيف يكون
بكيـت و ما عرف ما ذا تعني الدموع و ما تكون
أعرف إنها مالحة و لا أعرف لونها
سماء لونها لا يعنيني فما أعرف الألوان
سوى الأسود
و الأسود هو عالمي
فيه نشأت و فيـه ترعرعت
و لم يصاحبني فيه سوى عكازي
يا عم قد رأيت الدنيـا يوماً
أما أنا فلا
أخبرني كيف هو الحجر و كيف النجوم و الشجر
أخبرني كيف تتصدع الجبال و تفيــض الأنهـار و كيف تطيـر الطيور
أخبرني كيف تشرق الشمس و كيف يسقط المطر و كيف تكون السحب
أخبـرني كيـف تتفتح الزهور و كيـف تكون
أخبـرنـي كيــف هي السهول و كيــف يتجمع ماء المـطر
أخبرنـي ما هي الصحراء و كيف يناضل فيـها الجمل
أخبرني كيف أبكي على من فقدت و آنا لم أراه
كيف تريدني أن أتذكره و أنا لا أعرفه
أمن صوته أم من ملمسه
الحزن استوطنني و الوحدة رافقتني
هجرني الناس و لفضتني الحيـاة
وحيــد
فلا أسف و لا صبر
و لا شيء هنا سوى الملل و الخوف و اللهفة و الرجاء
نعم
هنا نادتني الممرضة و نحوها سعيـت بخطىً متثاقلة و عكازي تنير طريقي
و دمعة سقطة من عيني لا أعرف لونها و لكني أعرف أنها مالحة
1 التعليقات:
لا اعرف ان كان هذا اروع ماكتبت لكني متأكده من اروع ما قرأت
راااااائع بمعنى الكلمة
يسلم قلمك :)
إرسال تعليق